الأخلاق والصيام
الصيام عبادة عظيمة ، إذ هي ركن من أركان الإسلام ، ومبانيه العظام ، يتعلم العبد منها كيف يتقي ربَّه ، في سره وعلانيته ، وخلوته وجلوته ، فَيُطَهِّر باطنه من أرجاس الذنوب والمعاصي ، والغل والحسد ، وإضمار السوء للآخرين ، وينظم سلوكه بحفظ جوارحه عن كلِّ ما لا يرضى عنه ربُّ العالمين ؛ قال الله تعالى :
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُم الصيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ [.
وفي الحديث القدسي ، قال الله تعالى : (( يدع طعامه وشهوته من أجلي ! )) .
أمَّا ذاك الذي لم يفقه من صومه إلا كونه عادةً يؤديها ، أو حِمْيَةً ينتفع جسدُه بها ، أو حرماناً يتعلم منه الصبر على النوائب ، فإنَّا لا نستغرب منه إن رأيناه يغتاب وينم ، ويكذب ويفتري وهو صائم ، ولا نتعجب إن رأيناه يسب ويشتم ويلعن وهو صائم ، لكونه لم يفقه الصيام ، ولم يستفد منه ما يهذب أخلاقه ، وما يقوم المعوج من سلوكه ، وهذا صومه وفطره سِيَّان .
وفي هذا وأمثاله : قال رسول الله r :
(( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )) .
وقال رسول الله r :
(( ليس الصيام من الأكل والشرب ، إنَّما الصيام من اللغو والرفث ، فإن سابك أحد ، أو جهل عليك ، فقل : إنِّي صائم )) .
كتبه
أحمد بن عبدالعزيز الحمدان