المقتطفات


الأخلاق والصلاة

الأحد 17 صفر 1434 هـ , 30 ديسمبر 2012

 

 

الأخلاق والصلاة

 

    إنَّ المصلي ، الذي أقبل على ربِّه بقلبه في صلاته ، يتعلم من خلالها مراقبةَ الله تعالى في جميع أحواله خارجها ، والذي ألزم نفسه الكفَّ عن كلِّ حركة ، وإن كانت مباحة خارج الصلاة ، وكفَّ لسانه عن كلِّ قول غير أذكارِ الصلاة ، يتعلم من ذلك كيف يكفُّ لسانه عمَّا حُرِّمَ عليه خارجها ، من غيبة ، ونميمة ، وكذب ، وفحش ، فيعيش نزيه اللسان ، عفيف النطق ، حريصاً على القول الحسن .

 

  والمصلي الذي ألزم نفسه النظر إلى موضع سجوده ، يتعلم منه كيف يغض عن الحرام بصره خارجها .

 

 والذي ألزم سمعه الإنصات لتلاوة إمامه ، ومنعه استماع كلِّ قولٍ عداه ، وإن كان مباحاً ، يتعلم كيف يمنع سمعه الإنصات لكل قول سيء .

 

   والذي ألزم يده أن تقبض يمناه على يسراه حال قيامه ، ومنعها كلَّ حركة مباحة عداها ، يتعلم منها كيف يكفُّ يده عن البطش في الحرام ، من سرقة ، وإيذاءٍ للخلق ، وهكذا في جميع جوارحه .

 

    إنَّ المصلي الذي تعلم من إقامته الصلاة كلَّ هذا ، تكون صلاته ناهية له عن المنكرات ، محرضة له على فعل الصالحات ؛ قال الله تعالى ] وَأَقِم الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَن الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ [ .

 

    أمَّا ذاك الذي لم يفقه من صلاته إلا حركاتِ القيام والقعود ، والركوع والسجود ، فلا نستغرب أن نراه مقبلاً على مقارفة الرذائل ، كافَّاً عن الفضائل ، لأنَّه لم يقمها كما أمره مولاه I .

 

    يمثل حال من فَقُه في صلاته ومن لم يفقه : ما رواه الإمام أحمد : عن أبي هريرة t ، قال : قال رجل : يا رسول الله ، إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها ، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها ؟ قال r : (( هي في النار )) قال : يا رسول الله ، فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها ، وإنها تصدق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها بلسانها ، قال : (( هي في الجنة )) .

 

 

 

                                                                                        كتبه                  

                                                                                                                       أحمد بن عبدالعزيز الحمدان

 

 
عدد الزيارات :  3280