الأخلاق والشعائر التعبدية
روى البخاري ومسلم : من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ،
قال : سمعت رسول الله r يقول :
(( إن الإسلام بني على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأنَّ محمداً
رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصيام رمضان ، وحج البيت )) .
إنَّ هذه العبادات العظيمة ليست طقوساً كهنوتية ، لا تُفقه معانيها ، ولا تعرف مراميها
وليست عاداتٍ درج عليها الإنسانُ منذ نعومةِ أظفاره ، وتقاليدَ يراعي فيها مشاعر
أقرانه ، وليست حركاتٍ رياضيةٍ يستمتع بها مُزَاولُها ؛ وتقلباتٍ بدنية ينشطُ بها فاعلُها ،
إنَّ العباداتِ ليست هذه ، ولا تلك ، إنَّها أمورٌ ظاهرة ، يبعث عليها إيمانٌ استقر في
القلب ، يحمل هذا الإيمان صاحبَه على إطاعةِ أمر الله تعالى في أداء العبادات ، التي توجهها
نيّةٌ خالصةٌ لله تعالى ، هذا الإيمان يربط هذه العبادات الظاهرة بالله U ، فتكون حركاتٍ
ظاهرة ، لها في قلب القائم بها معانٍ عميقة تربطه بخالقه ، وتوحد توجهه إليه ، وتحمله
على إخلاصه له ، وتصفيته من شوائب الشك ، والشرك ، والرياء ، وتجعله يحيا صاحب
خلق كريم ، وسلوك مستقيم .
وهكذا نجد أنَّ الشعائر التعبدية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأخلاق والسلوك ، لا تنفك
عنهما أبداً ، وإن كانت الشعائر في ظاهرها مختلفة ، لكنها في حقيقتها فيها اتحاد ؛
وهو : إتمام صالح الأخلاق ، التي بعث من أجله رسول الهدى r ، والله الموفق.
كتبه
أحمد بن عبدالعزيز الحمدان