المقتطفات


الأخلاق والشعائر التعبدية

الأحد 17 صفر 1434 هـ , 30 ديسمبر 2012

   

الأخلاق والشعائر التعبدية

 

روى البخاري ومسلم : من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ،

قال : سمعت رسول الله r يقول :

 

    (( إن الإسلام بني على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأنَّ محمداً

رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصيام رمضان ، وحج البيت )) .

 إنَّ هذه العبادات العظيمة ليست طقوساً كهنوتية ، لا تُفقه معانيها ، ولا تعرف مراميها

وليست عاداتٍ درج عليها الإنسانُ منذ نعومةِ أظفاره ، وتقاليدَ يراعي فيها مشاعر

أقرانه ، وليست حركاتٍ رياضيةٍ يستمتع بها مُزَاولُها ؛ وتقلباتٍ بدنية ينشطُ بها فاعلُها ،

إنَّ العباداتِ ليست هذه ، ولا تلك ، إنَّها أمورٌ ظاهرة ، يبعث عليها إيمانٌ استقر في

القلب ، يحمل هذا الإيمان صاحبَه على إطاعةِ أمر الله تعالى في أداء العبادات ، التي توجهها

نيّةٌ خالصةٌ لله تعالى ، هذا الإيمان يربط هذه العبادات الظاهرة بالله U ، فتكون حركاتٍ

ظاهرة ، لها في قلب القائم بها معانٍ عميقة تربطه بخالقه ، وتوحد توجهه إليه ، وتحمله

على إخلاصه له ، وتصفيته من شوائب الشك ، والشرك ، والرياء ، وتجعله يحيا صاحب

خلق كريم ، وسلوك مستقيم .

وهكذا نجد أنَّ الشعائر التعبدية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأخلاق والسلوك ، لا تنفك

عنهما أبداً ، وإن كانت الشعائر في ظاهرها مختلفة ، لكنها في حقيقتها فيها اتحاد ؛

وهو : إتمام صالح الأخلاق ، التي بعث من أجله رسول الهدى r ، والله الموفق.

 

                                                                                                                            كتبه

 

                                                    أحمد بن عبدالعزيز الحمدان
عدد الزيارات :  2702